فضل الله: هناك من يستغل ويستخدم ويضغط من خلال اسعار العملة اللبنانية لتحقيق بعض المآرب السياسية

اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله "أن هناك مسؤوليات مترتبة في ما يتعلق بالوضع المالي والنقدي على من يرسم السياسات المالية والنقدية" قائلا: "صحيح أن هناك عوامل حقيقية للأزمة المالية والنقدية، ولكن هناك أيضا من يستغل ويستخدم ويضغط من خلال أسعار العملة اللبنانية لتحقيق بعض المآرب السياسية، وعلى هؤلاء أن يخرجوا من هذه اللعبة، لأنها مكشوفة، ولا تنطلي علينا، ولا يمكن لأحد أن يخضع نتيجة استخدام الموضوع المالي، فكما استخدموا الموضوع الاقتصادي، اليوم هناك من يستخدم موضوع العملة.

وأكّد أن "من مسؤولية المصرف المركزي وحتى الحكومة المستقيلة العمل على معالجة التفلت في أسعار الصرف وأيضا في غلاء أسعار السلع، وعلى الجهات القضائية أن تأخذ الإجراءات، رغم أننا من الناس الذين لا نعول كثيرا على القضاء، ولكن سنبقى نحمله المسؤولية، لأننا جربناه في ملفاتنا بمكافحة الفساد، التي تحرك بعضها اليوم على الأقل، وهذا أمر جيد، ولكن عليه أن يصل إلى نتائج".

وخلال لقاء سياسي أقيم في مدينة بنت جبيل، أشار فضل الله إلى "أن هناك في السلطة مسؤولين وقضاة ومصارف ومؤسسات لا تزال تتعامل مع الأزمة الحالية بالعقلية نفسها، وهي عقلية الضحك على الناس واللعب على الحبال، وكأنهم لا يرون هذا المشهد الشعبي وهذه التحركات الحقيقية الصادقة".

وقال: "لدينا موضوع أساسي له علاقة برفع الحصانة الدستورية والقانونية عن المحصنين من الوزراء، لأن هناك حصانات طائفية ومذهبية من المفترض أن يطالب الناس بوضع حد لها، ولكن نحن لدينا اقتراح قانون بهذا الموضوع لا سيما في ما يتعلق بالتعديل الدستوري، ولكن التعديل الدستوري يحتاج إلى حكومة، فبين تشكيل الحكومة وهذه المرحلة يمكننا أن نعمل، وقد عملنا بشيء استثنائي بمادة دستورية بموضوع له علاقة بقطع الحساب".

وأضاف: "إن مطلبنا من الهيئة العامة في يوم الثلاثاء أن تقر رفع الحصانات، وأن تجعل القضاء المختص يذهب ويحاكم الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات واتهامات، لا سيما وأنه في هذا الموضوع هناك تذرع الآن عند بعض القضاء، بأنه لا يستطيع أن يحاكم الوزراء السابقين، فقط يستدعيهم ويسمع لهم، فهؤلاء بحاجة إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء الذي ما زال معطلا لأنه لم يتعين قضاة فيه، وبحاجة إلى ثلثي مجلس النواب، وهذه الذريعة القضائية لا تصلح لهذا الظرف الاستثنائي".

وشدد على "أننا قادرون على إنقاذ بلدنا، ولكن نحتاج إلى قوى وشخصيات سياسية مخلصة وإرادة وطنية، وهي موجودة في لبنان، ونحن ننصح الجميع بأن لا يعيروا آذانهم إلى الخارج، لأن هناك أناسا في لبنان تعير آذانها إلى الخارج، وهي سعيدة ببومبيو أنه صرح، وسعيدة بالسفارة الأميركية بأنها تتصل بهم وتضغط على بعض الجهات في الدولة، فلا يفرحن أحد بذلك، لأن لبنان لا يشبه أي دولة في العالم لناحية تركيبته وطوائفه وتنوعه وحريته وأهله وشعبه، لأنه بعد أي أزمة سيلتقي الجميع ويتحاورون ويعملون سويا، ولن تنفع محاولات الهروب إلى الأمام ممن امتهنوا سياسة التنصل من مسؤوليتهم".

وأكد فضل الله "أننا نتعاطى مع التحركات الشعبية التي تحصل في البلد على أساس وجود حراكين، واحد شعبي حقيقي لديه حاجات، لأن الناس نزلت إلى الشارع نتيجة تراكم المشكلات الاقتصادية والمالية، إضافة إلى الجوع وعدم وجود فرص عمل، ووجود فساد كبير في الدولة، وحراك آخر في البلد، تقوده جهات وقوى سياسية تعبر عن نفسها وهي ليست مختبئة، وهناك من دخل من جهات خارجية ليستغل ويستثمر، ويصادر وجع الناس ويجعل من مطالب الحراكين كأنها واحدة لمصلحة أهداف سياسية باتت مكشوفة".

وأوضح "أن موقفنا تجاه ما يحصل يكمن بين حدين، الأول هو أن نسعى وتسعى الحكومة المقبلة إلى تلبية المطالب الحقيقية المشروعة للحراك الشعبي الحقيقي، ونحن نعمل من ضمن هذا الحد، ورأينا بعض النتائج الإيجابية، ونريد أن نراكم هذه النتائج، وهذا ما نعمل عليه منذ اليوم الأول، أما الحد الثاني، فهو أن نعمل لمنع البعض الذين تسلقوا وركبوا الموجة من استغلال أوجاع الناس لتحقيق مآربهم السياسية وتصفية حساباتهم السياسية، واستغلال هذه الآلام لأجل قضايا أخرى لا تتعلق بالناس".

وختم فضل الله مؤكدا "أننا نريد للحراك الحقيقي أن يصل إلى نتائج حقيقية، وأن لا تضيع هذه الصرخة الشعبية والتحركات الاحتجاجية في دهاليز السياسة اللبنانية، لأن هناك أبالسة في السياسة اللبنانية، يعرفون كيف يلعبون على الحبال، ويقفزوا من ضفة إلى ضفة، ويتنصلون من مسؤوليتهم حيال ما وصل إليه البلد بسببهم، وكذلك يعرفون كيف يسرقون، لأن من اعتبر نفسه أنه محترف في سرقة المال من موقعه في السلطة، يعمل اليوم باحتراف من أجل سرقة الأحلام والآمال اللبنانية".
المصدر : mersad
المرسل : مرصاد نيوز
   
لم تتم عملية تسجيل الدخول
الاسم :
كلمة المرور :
سجل دخولي لمدة :
هل نسيت كلمة السر؟
لم تسجل لدينا بعد؟ اكبس هنا
أهلا و سهلا بك, نفتخر لإنضمامك إلينا
   

Arabic